جلست تحت المطر ..باكية مهمومة
طفلة صغيرة في عمر الزهور جالسة تحت المطر الغزير .. الذي من غزارته قد يصتع حفرا في جسدها الصغير الناعم .. بدأت بالبكاء .. ثم البكاء بصوت أعلى و أعلى , و لكن لا من مجيب
عادت بذكرياتها إلى الوراء .. كيف كانت تستيقظ كل صباح على صوت أمها الحنون , و هي تردد اسمها بطرب و ابتسامة تشق وجهها الحنون : هيا يا ندى .. استيقظي
و تمسح شعرها .. فتستيقظ ندى و تحضن أمها قائلة : صباح الخير أمي ..
تذكرت كيف كانت تلعب مع ابنة الجيران بالعرائس .. تصنع لها ثيابًا و أسٍرة ..
توقفت ندى عن البكاء.. و مشت حافية القدمين ترتجف بردًا و خوفًا
لم تكن تعرف أين تذهب فقد ركضت مسرعة بعد تفجير العدو لبيتها .. لا تعلم ندى إذا كانت أمها بخير أم لا .. هل هي حية أم ميتة !؟؟
لقد خرجت مسرعة هاربة من المدرسة التي اقتحمها الجنود و ما أن اقتربت من بيتها حتى سمعت صوت
انفجار يدوي الآذان الصاغية .. فغيرت من وجهتها راكضة إلى اللانهائية
توقف المطر و لكن ما زالت أصوات الانفجارات و الاسعافات مستمرة
نيران هنا و هناك .. أشلاء و دماء .. في كل مكان
وقفت ندى و صرخت : أنا عائدة إليك أمي ..
ركضت بأقصى سرعتها نحو منزلها .. و هي تتذكر كل شيء رائع في حياتها كأنها تراجع ذكريات عمرها
تذكرت صديقاتها .. تذكرت جدتها و هي تروي لها حكاية قبل النوم .. تذكرت والدها الذي كان يحدثها على الهاتف فهي لم تراه منذ وقت طويل .. تذكرت ضحكات أخيها الصغير .. تذكرت أمها
و ما أن وصلت حتى سقط صاروخ عليها مزقها إلى أشلاء متفرقة ... أمام عين أمها
فاروق بن النيل ...
ردحذفسيمو كم أنتى رائعة فى سرد الحكاية البسيطة على سنك الصغير المملوءة مشاعر وأحاسيس جميلة والسيناريو والحوار جميل يفتقر فقط إلى وصف لما حولها من دمار ووصف مشاهد قاسية أخرى رأتها بعينها قبل إستشهادها ( فهى شهيدة إن شاء الله)
اتنبأ لكى ألا تونى مهندسة معمارية بل كاتبة روايات وستحصلين على جائزة نوبل بالآداب (إن شاء الله ) مثل الكاتب العربى نجيب محفوظ وشكرا لكى .farouksam.blogspot.com
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف^_^ ... تسلم عمو فاروق ع الكلام الطيب .. شجعتني و الله ..
ردحذفان شاء الله راح يصير اشي حلو فالمستقبل .. المهنتين أنا بحبهم و محتارة ايش أصير ...
المهم سأنتظر ما يخبؤه القدر لي .. و جزاك الله خيرا .. سأضع قصصًا أخرى ان شاء الله و أتمنى أن تقرأها و تنال إعجابك أيضأ