الفصل الرابع: كويس إنك عرفت الحقيقة
رحت عندها على طوول عشان أراضيها و أهديها,
عنجد كسرت خاطري و كنت رح أعيط معها.. بس مسكت دموعي و حاولت ما أعيط.
" دهب خلص.. بكفي.. مش حكيتيلي قبل شوي كلام الناس عالأرض بينداس؟؟"
علا صوت عياطها و على طوول صحباتي قربوا لعندها " و الله متأسفات ما كان قصدنا "
حكيتلهم بصوت واطي " انصرفي انتي و اياها ... ما لكوش خص فينا "
سحبتها معي و أخدتها ع الحمام عشان تغسل وجهها ..
حكت و هي بتغسل وجهها " انا خلاص ما عاد فيني أتحمل.. بدي أموت أموت "
كلامها خلاني أتسمر في مكاني زي كأنه سكينة و طعنتني ..
و هون بلشت أعيط معها.." دهب.. عنجد خلص, ايش اللي بتحكيه ؟؟"
" حياتي بتخنئني, بالبيت مشاكل و بالمدرسة مشاكل كمان !! انا خلاص ما عاد فيني أتحمل ... ما فيني "
" استهدي بالله يا دهب.. الله بدو يختبر صبرك.."
حضنتني و هي بتعيط " طب ايش رأيك لو حكيتلك انه أخوي بيضربني كل يوم "
هالمرة.. تمنيت إنه الأرض تبلعني !!
يعني إزا لطخها كف بالشارع .. ايش رح يعمل فيها بالبيت ؟عنجد حرام عليه !!
مسحت عراسها " اهدي يا دهب .. اهدي "
رَوّحنا عالبيت , فركضت بسرعة لأوضة أخوي و أنا معصبة عالآخر..
دخلت أوضته بلا إحم و لا دستور..
حكالي أخوي ببرود " بتعرفيش تخبطي عالباب ؟؟"
صرخت عليه " هاد عمّار.. لازم توقفه عند حدّه "
حكالي بصوت واطي " ولِه .. وطي صوتك.. مش حكيتلك انه سر؟؟!!"
قعدت عالأرض و صرت أعيط
" هو بيضربها كل يوم.. حرام عليه.. وجهها مورم عالآخر و هي بنت صغيرة و ضعيفة "
بشار " بتستاهل .. ليش مش راضية تحكيلو لمين أفشت السر؟
عشان نعرف مين هالجاسوس؟؟ و إيش زنبهم أصحاب المزارع و البيوت
و الشباب اللي اعتقلوهم اليهود؟؟ آه ؟؟ ردي علي؟؟
و هون أنا سكتت و ما عرفتش أرد عليه .. " بس هي إخته .. عالأقل يحكي معها"
طلعت من أوضته و رميت خالي عالتخت
و أنا بعيط بطريقة مش طبيعية, لأنه دهب حبيتها كتير و هي وحدة من
أعز صحباتي, فما بتحمل أشوفها بهالطريقة !!
بعد مرور عدة ساعات .. حل المساء و أجى وقت النوم ..
و زي ما حكيتلكو من الأول , كل يوم بسهر عالنت , بس هالمرة كنت بشتغل
بتقريري عشان أنسى الهم اللي أنا فيه.
و طلع أخوي بشار مرة تانية بنفس الوقت بالليل و بدون إزن..
زحت الستارة و قعدت أراقب في المكان, لحد ما لمحت أخوي هو و جماعته ..
دخلوا ع نفس السيارة و راحوا أبصر وين.
اتجمعوا الشباب في مقرهم السري و قعدوا يحكوا و يتناقشوا
وين بدهم يخبوا السلاح هالمرة.
" شباب .. بدي أعترفلكم بشغلة عشان أريّح ضميري "
حكاها حسام و هو متوتر شوي.. اطلعوا عليه الشباب " اتفضل يا عم .. فضفض " حكاها واحد منهم
كمًل حسام " انتوا بتعرفوا إني بسكَر مع جماعة صحابي "
قاطعه عمّار " آه... ايمتى بدك تبطل هالعادة الوسخة ؟؟"
حسام " خلوني احكي ... و بالغلط حكيت عن مكان السلاح !!!"
و هون كل الشباب انصدموا من اللي حكاه !!
كمّل حسام " شكله .. بيناتهم ... جاسوس !!"
و بلّشوا الشباب يضربوا فيه ضرب سلخ..
الله وكيلكم بلا رحمة , لحتى الدم مّلى الأرض كلها.
و هون ركض عمار و طلع برا ..
عشان يشوف إخته المسكينة اللي ظلمها و دوًّقها كل أنواع العزاب و البهدلة ..
مع إنها الوحيييييدة اللي كانت بتفهمه و بتسمعله و بتساعده في حياته.
بلش يدمع و هو بسوق السيارة " يالله كيف عملت مع إختي اللي
بحبها كتيييير و مليش غيرها زي هيك!!...... عنجد أنا واحد حقير .. حقير..!!"
و بنفس الوقت .. اتصل حد على جوالي...
" ألو مرحبا...."
ردت علي دهب " معلش .. اتصلت عليكي بوقت متأخر كتير..!!"
" دهب!!!.. خير حبيبتي .. ماله صوتك؟؟؟"
" بتعرفي دانة.. انتي الوحيدة اللي وقفتي جمبي قدام كل الناس, انا عنجد بتشكرك كتيير"
رديت عليها " و لو .. هاد واجبي.. ايش صار ؟؟؟ خوفتيني ؟؟؟"
"أنا آسف دانة... هاي آخر مرة رح أحكي معك.... جيت أودعك!!"
و سكرت الخط....
خفت كتيير .. معقول رح تعمل اللي براسي.. !! إن شاء الله لأ .. إن شاء الله لأ
قعدت شوي و أنا بطلع ع الحيط اللي قدامي, أبدا ما ارتحتش ..
لفيت راسي بأي حجاب و طلعت برا الدار.
و بنفس الوقت عمار كان داخل ع العمارة اللي عايشين فيها
ركضت بسررعة .. " أختك... أختك يا عمار .. رح تنتحر !!"
عمار مصدوم " إييشش!! تنتحر!!"
ركضت أنا و إياه .. نشوف شو صار معها, دخلنا ع أوضتها .. ما لقيناها!!
ركضنا بسرعة لحد ما وصلنا السطح !! لقيناها واقفة عطرف العمارة و بدها تنط!!
على طوووول ركض عمار لعندها و مسكها.. " ليش بتعملمي هيك يا دهب؟؟"
لفت وجهها لعنده .. و حكت بصوت حزين " أنا مظلومة .. و الله مظلومة "
عمار بعيط و هو بمسح دموعها " بعرف... و الله آسف , مش عارف كيف عملت معك زي هيك ؟؟!!
مع إنك أكتر إنسانة بحبها بحياتي كلها "
ابتسمت دهب " كويس إنك عرفت الحقيقة "
و انا كنت براقب فيهم, دموعي قاعدة بتنزل من الموقف اللي شفته..عنجد..
كانت أجمل لحظة عشتها في حياتي ...
يتبع..